عن عائشة-رضي الله عنها-قالت:كان رسوالله-صلى الله عليه وسلم-إذاراد سفراً أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمهاخرج بهامعه0
أخي الزوج هل تأملت هذا الهدي النبوي الرفيع؟هل فهمت المقصودمنه؟إنها رسالة إلى أولئك الذي قست قلوبهم فلم يقيموا
لأزواجهم وزناًضاربين بعواطفهن ومشا عرهن عرض الحائط-فتجد من يسافر ويذ هب إلى هنا وهناك بالشهور الطوال
بــل بالسنوات أيضاًتاركين زوجاتهم يقاسين ألم الفراق والبعد-بينما كان خير البشرمحمد-صلى الله عليه وسلم-في ذ هابه
وسفره يصطحب معه إحدى زوجاته -وسفره-صلى الله عليه وسلم -لم يكن من أجل النزهة أوالمتعة أوالعمل والتجارة ولكن كان سفره جهاداً في سبيل الله ونشراًلدعوة الإسلام0وفي ظل هذه الظرف العصيبة-أعني الجهاد في سبيل الله-كان صلى
الله عليه وسلم يصطحب زوجته ليعطي في ذ لك الأسوة والقدوة لأمته في تعامله عع أهله ورفقه بهم ورعايته لشأ نهن
فالزوحة إنسانه لها مشا عرها وأحاسيسها وعواطفهاالتي يجب مراعاتها00( 1) رواه الرمذي وهو أيضاً في الصحيح )0-
وقدجعل الله الحكمة من الزواج السكن والراحةوالمدة ولايكون ذلك إلا بشعور الزوجين أن كلاً منهما قريب من الآخر- وهذا
القرب يكون بالروح والجسد والأحاسيس والمشاعر -وكثرة غياب الزوج عن زوجته لمدة طويلة قد تعصف با لحياة الزوجية وتجعلها في مهب الريح لمايترتب على هذا البعد من الجفاء وتبلد المشا عروالأحاسيس إلى غيرذ لك من الأمور التي لاتحمدعقباهاولقد فطن الخليفة الراشد عمربن الخطاب -رضي الله عنه-لهذالأمرواتخذ إجراءًواقياًعظيماً-اسمع إلى هذه القصة :-بينماعمر بن الخطاب -رضي الله عنه -يجوب المدينه -مربجوارمنزل فسمع امرأة في بيتها وهي تنشد:--
تطاول هذا الليل وازورجانبه--وأرقني أن لاضجيع أُلاعبه0
ألاعبه طورراًوطوراًكأنما -- بداقمراًفي ظلمة الليل حاجبه0
يُسَرُبـه من كان يلهوبقُربه -- لطيف الحشالايحتويه أقاربه0
فوالله لولاالله لاشيءغيره -- لحُرك من هذا السريرجوانبه0
ولكنني أخشى رقيباًمُوكــلاً -- بأنفسنالا يفترُ الدهرَكــاتبُه0000
مخافة ربي والحياءُيصدني -- وإكــــرام بعلي أن تُنال مراتبُه0
فسأل عنهاعمر،فقيل له :هذه فلانة زوجها غائبُ عنها في سبيلالله -فبعث الي زوجها فأرجعه-ثم دخل على حفصة 0فقال0
يا بينة 0كـــــم تصبر المرأة على فراق زوجها؟فقالت:سبحان الله مثلك يسأل مثلي عن هذا؟فقال لولاأني أريد النظر
للمسلمين ما سألتك0 قالت0 خـــمسة أشهر00ســتة أشهر00 فوقت للناس في مغازيهم ستة أشهر0 يسيرون
شهراًويقيمون أربعة أشهر0 ويسيرون راجعين شهرأ --روى هذه القصة الإمام مالك بن أنس في عن عبد الله بن دينار